--------------------------------------------------------------------------------
***************
إلى أبي وقرة عيني .. هناك في دار الآخرة .. دار الخلود كيف أنت يا معلمي .. يا قائد الفتح .. أتمنى أن تحفك الباقيات الصالحات .. وأن تبقى في أكناف الحور العين .. مع الشهداء والصديقين وحسن أولائك رفيقا ..
هل تسمعني يا قائدي .. يدي تمسح قبرك .. والورود الحمراء والصفراء التي كنت دوما تحبها .. أحضرتها لك .. أريد أن أخبرك يا قائدي .. أن البيت بعدك مهلهل والغربال صار مهرب والإبريق ضاع بعبوزه وشظفت أذنيه .. وأصبح ملقى في مساجد غزة .. يرفض المصلين استعماله إلا لمن انقطعت به السبل .. انصحنا .. أرشدنا يا سيد الشهداء ماذا نفعل .. هل العيب فينا !!؟ أم في المتوالين !! أخبرنا أبي عن سر أحداث وقعت في المقاطعة ..! ولماذا فرضت على جمعيات حماس في غزة والضفة أن توضع في الفريزر .. وفرض الإقامة الجبرية على الشيخ أحمد ياسين ؟!! هل كنت تعلم بالغيب ؟! هل الوحي كان يزورك !! الحياة من بعدك أصبحت لونها بمبي !! وسعاد حسني ألقت بنفسها من الطابق العاشر في دولة أجنبية .. وأبناء شهداء الثورة عادوا أيتام من بعدك .. وخارطة فلسطين أصبحت نائمة على صفحتها اليمنى .. وقذفت ما بقلبها إلى بحر غزة .. لون البحر يا ياسر أصبح أحمر قاني .. وشباك الصياديين ومراكبهم أصابها السوس والتلف .. وفنادق بحر غزة.. وقلعة الرئاسة هناك (المنتدى) أصبحت إسطبل للخيول .. ويا للفاجعة .. تمثالك أصبح يوقع الرعب في قلوبهم مثل علم فتح .. انهالوا عليه كما فعل عملاء العراق في تمثال فارس العرب صدام حسين .. ماذا أصاب عقولنا نحن العرب والشعوب ..
أصبحنا من تنابلة السلطان .. نفضلها ساخنة .. لكن البعض يفضلها مطبوخة بدم آدم !! لا تلومنا يا ياسر الفتح .. لا تغضب منا .. لا تصرخ في قبرك .. فالقبور لم تخلق لك .. أنت فينا يا ياسر الفتح .. أنت لم تمت .. لقد قتلت الموت وحنطته في صدرك وحفرت الحفرة بيدك .. وواريت الموت .. خفت علينا يا ياسر الفتح فبقيت مع الموت لتحمي شعبك مات الموت وأنت ما زلت فينا .. لا تموت .. طالما أبنائك وتلاميذك على العهد سائرين .. وبحبك يا فلسطين ...